رســـــ عطرها رماد ـــــــــــــائل

من طرف روحي بلقاكــA الإثنين مارس 21, 2011 6:13 pm

http://up.arab-x.com/Feb11/IVq87109.gif" alt="" />

رســـــ عطرها رماد ـــــــــــــائل

كثيرة هي الأوقات التي أتعطش فيها لصوت
يدمدم جرح بداخلي ينزف ولكن لا أحد سواك يا ورق
يعطيني حرية وشم جسده بـِ ندبات يرشقها الوقت و يرحل .
لا أعلم ما هي عقدة الوقت معي ؟!
حين أنتظر الأشياء لا تأتي في وقتها وحين أمقتها تأتي في وقتها ,
كأن الوقت يحرضها على عصياني , نسياني .
لا أعلم قد أكون أنا لعنة على الوقت , كما تقول أمي :
"أنت لا تأتي إلا في الوقت الضائع" ,
بالمناسبة : من الضائع أنا أم الوقت ؟!

http://up.arab-x.com/Feb11/IVq87109.gif" alt="" />

بائع الورد لم يعد موجودا في زماننا هذا ,
ففي زماني كثروا باعة الشوك فهم يغرسونها في
أقدام المارة بمحض غفلة .
فانتعلوا الطرقات حتى لا تشج أقدامكم .

http://up.arab-x.com/Feb11/IVq87109.gif" alt="" />

أخبرني سالفاَ : أنهو يخاف (وأد البنات)
و أن مجرد الحديث عن هذه المعضلة يجعل
نبضات قلبه يركضن دون هوادة بعكس اتجاه الريح .
و كنت أخبره أني أنا الأخرى أخشى (وأد الأمنيات)
و أن الأمنيات هن بناتي اللاتي لم ياتين مني.
فكان يربت على كتفي و يمضي بنصف ابتسامة خاوية الملامح

http://up.arab-x.com/Feb11/IVq87109.gif" alt="" />

كان تيشق البلل و يثب طويلا تحت المطر
ثم يركض ويقف أمامي فجأة و يحضنني دون أن ينبس بكلمة .
كان رجل غريب الأطوار , أرغمني على عادة التجسس البغيض

أراقب تحركات أثناء نومه كان كثيرالتقلب أثناء النوم و كأنه يصارع الموت
ولكن (سر البلل) بات يعشش في ذاكرتي و ظل يشلني عن المضي في نسيانه ,
حتى وجدته يكتب سراً : "أعشق البلل لأنه لا يجعلني أحتاج الدموع فإني أخشى الجفاف "
أكان يبكي بعين السماء !

http://up.arab-x.com/Feb11/IVq87109.gif" alt="" />

اللحظات الثمينة نخبئها في ذاكرتنا
خشية أن يبيعها النسيان بِـ أبخس الأثمان ,
فالحزن يا صديقي كافر يزرع الجوع بذاكرتي
حتى أجتر كل قطعة وجع و أتقيئها .

http://up.arab-x.com/Feb11/IVq87109.gif" alt="" />

انتبذ عن الضجيج و أغرس رأسي بكومة تراب
أريد أن أسمع أصوات الأموات و شهقاتهم !
أهي المقابر موحشة كغرفتي أم أشد وحشة !
يقولون : أن المقابر تتضور جوعاَ , أحين نموت
عظامنا ستلتهمها الأرض و تلعق أجسادنا !
أحضروا لي ميتاً يخبرني كم هو الموت موحش !
أرجوكم لا تقولوا كما قال صديقي: "دعكم من هذا المجنون" .

http://up.arab-x.com/Feb11/IVq87109.gif" alt="" />

لـِ حبيبي قلب كالسكر يذوب في المطر,
حين يمشي ترقص الزهور تحت قدميه
و ينمو الفرح في أوردة الأرض و يفرش العشب الأرصفة
و يتعرى الشجر من أوراقه و يصبح الكون خريفاً كعينيه ..
و حين ينام تتشرب الطرقات الهدوء و تنطفئ المنارات
و ينتحر الضجيج على شفتيه .
و يقبل القمر جبينه و يحصي أنفاسه حتى يستيقظ لِـ يستيقظ الصباح و يتنفسها .

http://up.arab-x.com/Feb11/IVq87109.gif" alt="" />

الثقة كنز ثمين بالنسبة لي دفنته في بعضهم
ولكنهم اختلسوه و هربوا ـ غير مأسوف عليهم ـ
أصبحت فقيره جداً في تعاملي مع الآخرين ,
أعاملهم بحذر فلا شيء لدي لأمنحهم إياه فما عدت
أملك وجها يحتمل صفعات الخيبة .
فلم أبرئ بعد من تلك الثغرات التي أحدثتها أصابعهم الكثيرة في وجهي.

http://up.arab-x.com/Feb11/IVq87109.gif" alt="" />

شعر الشمس الذهبي أشعثاً هذا الصباح
لم يمشط الدفء خصلاتها , كل شيء يبدوا جامداً
حتى فنجان قهوتي تجمد قبل أن يذوب دفئا بين شفتيه .
كان يحدثني طويلاً عن رحلة النور في أوردة الحياة و
يهمس لي : "إني أخاف من الظلام" .
يروي لي أن هناك عجوزا شمطاء تطارده بعصا سحرية ,
كان بريئاً جداً حتى بحكاياته الخرافية .
لكنه تلاشى مع الضباب و أصبحتُ بذعر أتلمسه مع حبيبات الرمل الناعمة ,
أشتم رائحته في أصابع الحطب المحترقة , أراه على سطح قهوتي يطفو .
أتراني أتوهم!؟

http://up.arab-x.com/Feb11/IVq87109.gif" alt="" />

قال لي أحدهم "إن شفاء الأحلام لا يكون إلا بتحققها أو موتها"
ولكن أحلامي الصغيرة لا تتحقق و لا تموت !
حاولت شنقها , دهسها , قتلها , ولكنها كانت تتشبث بالحياة
تستقي العناد من شخصيتي و تنسج من النور شفاهاً لتتنفس بها .

http://up.arab-x.com/Feb11/IVq87109.gif" alt="" />

هناك عادة بغيضة أدمنتها حتى باتت جزءاً من شخصيتي الرعناء
(كثرة التساؤل) : لما المطر و الماء و كل شيء طاهر لا لون له !؟
لما الهواء و حضن أمي وكل شيء ثمين لا رائحة له ! ؟
لما الأشياء التي لا صوت لها لا نحس بسقوطها إلا بعد فوات الأوان؟
تتقافز أسئلتي بحثا عن إجابة تروضها .
و الأرق يطارد النوم في ساحات عيوني حتى يقصيه .

http://up.arab-x.com/Feb11/IVq87109.gif" alt="" />

الأمنيات الصغيرة التي لا تنمو كيف تتنفس وكل شيء يخنقها ؟
كل فجر أستيقظ خلسة أنثر أحلامي بوجه السماء و أغمض عيني :
و أتمنى أمنيات كثيرة كثيرة بعدد الرمل
و كأني حين أتفوه بها أحكم عليها بالإعدام ,
لكني الآن أيقنت أن الأمنيات لا وطن لها يجب أن تبقى مشردة
و تبات على الأرصفة
حتى
لا نصاب أجسادنا لتذبل بخيبة ظلام تقطن .

http://up.arab-x.com/Feb11/IVq87109.gif" alt="" />

غارقة آمالنا بضجيج حزننا البغيض
من ينقذها حين تكون أيدينا مصفدة ,
كيف تتنفس تحت سطح الظلام ؟
ومن سيعد لها حرية الحياة بحياة !

http://up.arab-x.com/Feb11/IVq87109.gif" alt="" />

قال لي:
بعض الأصابع تكسر الزجاج لتتلذذ
بانكساب الدماء والتمرغ بها ..
قلت له:
شذرات الدم الحمراء تغري على
الإسهاب في الوجع والحنين ..
قال: أكرهك يا سادي الوجع ومضى ..
ياله من متمرد!

~
|| دمتم في حفظ الله ||

من طرف نوفا الجمعة أبريل 08, 2011 2:12 pm

طرح رااائع

الله يعطيك العافيه

ودي لكَ

من طرف العنيدة الأحد أبريل 17, 2011 7:47 pm

طرح رائع كروعتك
الله يعطيك العافيه

رســـــ عطرها رماد ـــــــــــــائل

رســـــ عطرها رماد ـــــــــــــائل

رد: رســـــ عطرها رماد ـــــــــــــائل

رد: رســـــ عطرها رماد ـــــــــــــائل