يهود اليمن بين الدين والوطن

من طرف **الحلم** الأربعاء أغسطس 18, 2010 11:42 pm

يقال ان وجودهم في اليمن كديانه وليس كانسان ، تمتد منذ 4500 عام وهي تعتبر بداية الدوله السبئيه وقد قيل انها في عهد الملكه بلقيس ، كان لهم وجود ملحوظ في الحياة اليمنيه ، كعادة كل يهود العالم يمتازون بالتفوق المعيشي ، والتميز عن باقي الأديان بالمحافظة على شعائرهم وطقوسهم من خلال ظفائر الشعر والمهن المحدده لهم .

في عام 1948م تم ترحيل معظمهم وهم قرابة 150ألف يهودي عن طريق اوروبا واميركا ، وهم الآن يبلغون النصف مليون في إسرائيل ، وما سمي انذاك ببساط الريح ، تم تكرار هذه العمليه في عام 1992م وعددهم الان لم يتجاوز الستمائه فرد فقط ، ويتمتعون بكامل حقوقهم الدينيه والوطنيه ، فلهم اماكن العباده الخاصه بهم ، ولهم الحق في التصويت ، ومعظمهم ينتمون حزبيا إلى المؤتمر الشعبي العام ( الحزب الحاكم ) .

يقول الحاخام في اليمن والذي يعتبر المرجعيه الدينيه في اليمن ، حيث لا تقام الأعراس ولا تذبح الولائم ولا تقام الصلاه بدونه ، انه لم يستطيع التكيف خارج اليمن ، حيث انه ترك زوجته وأولاده في أميركا بعد ان لاحظ خروجهم عن سيطرته ، ورغبتهم في حياة التحرر المفقوده في اليمن ، قال انه لا يملك من امره شيئا ، اما في اليمن فهو يملك زوجته وأولاده وكل شيء وله الحق في التصرف فيه ، هنا نلاحظ الفكر القبلي وكيفية التعامل نحو العائله .

يقال ايضا انهم في كل صلاه يدعون إلى الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ، حقيقه لا أعلم هل صلاتهم هذه سبب في بقائه هذه المده الطويله في الحكم ! لا يهم .
هناك الكثير من ترك إسرائيل نتيجه للتميز العنصري الذي وجودوه هناك ، وقد سمعنا عن قضية الأطفال المختطفون في بداية هجرتهم والقضيه حتى الان لم تنتهي ، كما يعتقد يهود اليمن ان الصهيونيه ليست شيء من اليهوديه الحقيقيه ، وان اليهود لم تكتب لهم أرض فلسطين كوطن للميعاد ، ولكنها في الحقيقه هي ارض للمزار فقط ، ومن خلال الأحداث الأخيره في فلسطين وقيام اليمن ولمدة عشرة ايام بجمع التبرعات للفلسطينين ، ظهر دورهم البارز في الرفض لما يحدث لأخوانهم العرب هناك ، مما أظهر تفاعلهم الحقيقي الوطني والقومي من خلال هذه القضيه .

ربما ورغم طول المده التى تواجدوا بها في اليمن ، والتى تفوق تواجد المسلمين بها ، إلا اننا نلاحظ أن تاثيرهم السياسي معدوم ، وربما مرت فترات عانوا فيها من الأضطهاد والتميز وقد علمنا ان لجنة الأنتخابات قد رفضت ترشيح مواطن يهودي في لأنتخابات المحليه عن المؤتمر الشعبي العام بحجة انه لا يؤدي الصلاة ، وهذا العمل كان له مردود قوي في الراي العام ، حيث ان الدستور اليمني ينص على عدم التفريق بين المواطنين على أساس ديني او عرقي او مذهبي ، والكل يتمتع بحقوق المواطنه .
يقول الحاخام المذكور ان القبيله تجمعهم والدين لا يفرقهم ، حيث انهم يحتكمون للأعراف القبليه المعمول بها هناك ، هذا على المستوى الشعبي ، اما من الناحيه الرسميه فهم يبقون كمزايده للنظام حول كثير من الأمور ليس هنا مجال لذكرها .

يظل تذبذب تلك الجاليه بين المواطنه والدين عامل غير ملائم لوجودهم كيمنين لهم الأحقيه مثلها مثل كل الطوائف الأخرى في ممارسة حقوقهم ، ووقت العزله لم يعد يجدي ، خاصة اذا كانت أقليه مثلها ، ومن الضروري الأندماج في كل مراحل الحياه والتحرر من قيد المهن المخصصه لهم ومحاولة الدخول في المعترك السياسي ،وعدم التوقف عند محاوله او اثنتين فاشله ، وفي نظري ان استطاعوا الأندماج الفعلي في المجتمع ستكون هذه اول مراحل بناء المجتمع المدني في اليمن .

منقول