منتديات الحلم الجميل
أهلاً وسهلاً بكم بمنتديات الحلم
منتديات الحلم الجميل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الشيخ عبد الله بن محمد القرعاوي مجدد الدعوة في الجنوب.

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

قلم الشيخ عبد الله بن محمد القرعاوي مجدد الدعوة في الجنوب.

مُساهمة من طرف الحلم الثلاثاء أغسطس 17, 2010 1:30 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

علامة الجنوب .. عبدالله القرعاوي

هو العالم الجليل، والمرشد المصلح النبيل الصادع بكلمة الحق، الورع الزاهد، الشيخ عبد الله بن محمد بن حمد بن محمد بن عثمان القرعاوي، ولد في 11 ذي الحجة عام 1315 هـ بعد وفاة أبيه بشهرين في مدينة عنيزة - السعودية، فنشأ يتيما، وقام بتربيته ورعايته عمه عبد العزيز القرعاوي، كما كانت أمه تحن عليه، وتأيمت بعد أبيه، وقامت مع عمه برعايته على أكمل وجه، واشتغل في عام 1328هـ مع عمه بالتجارة في التغريب للشام، فسافر معه في جلب الإبل والملابس، وعاد إلى عنيزة، فصار يوالي نشاطه التربوي والتأديبي، وفتح دكانا للبيع والشراء، وكان صدوقا في المعاملة، وفي الصباح والليل يلازم مشايخه، وهي تجربة لم تستمر ولم تكن مثمرة، حتى تغريه بالاستمرار فيها، حيث صرفه عنها شغفه بالعلم.

بعض صفاته، وما قيل فيه:
لكل إنسان صفات خُلقية وخَلقية تميزه عن غيره، وتنعكس على شخصيته وأعماله، والشيخ عبد الله القرعاوي - رحمه الله - بانت عليه صفات عديدة تميزه عن غيره.
يقول عنه الشيخ عبد الله البسام - رحمه الله - عضو هيئة كبار العلماء سابقاً - قد أجمل صفاته بقوله: وكان آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر، يصدع بالحق ولا تأخذه في الله لومة لائم، وكان يتجول في أسواق عنيزة وشوارعها لهذه الغاية، فلا يرى متخلفا عن الجماعة في المسجد، أو امرأة لابسة شيئا من زينتها، إلا علاه بعصاه، وزجره بلسانه، حتى صار له هيبة وسطوة، يحذره منها الكسالى والمتهاونون، وفي عدة مرات يفتح مكتبا لتعليم الأطفال القرآن الكريم، والكتابة والحساب مجانا لوجه الله - تعالى -، كما يوجه الكبار منهم إلى مبادئ العلوم، وأنا كنت من الأطفال الصغار الذين دخلوا في كتابه - رحمه الله تعالى - فكان لا يأذن لنا بالخروج حتى نؤدي الصلاة في أوقاتها، وهو يلاحظنا عن اللعب في الصلاة، ثم يخرج بعد ذلك لأداء الصلاة في المسجد.
أما الشيخ محمد القاضي في ترجمتـه لحياته، فقد وصفه بصفـات عديدة، منها قوله: العالم الجليل، والمرشد المصلح النبيل، الصـادع بكلمة الحق، الورع الزاهـد.
كما وصفه برخامـة الصوت، والتجويد لكتاب الله، والبر بوالدته، وحب الإصـلاح بين الناس، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وفي عام 1386هـ فقد بصره، وضعفت قواه، وأرهقته الشـيخوخة.
يقول عنه الشيخ عمر أحمد جردي مدخلي - وهو من خاصة طلابه بعدما ذكر صفاته الخُلقية:... نشيط في جسمه، قوي في بدنه، لا يستطيع أحد من طلابه في ذلك الوقت أن يقوم بما يقوم به من نشاط علمي وعملي، كث اللحية، أعطاه الله من الذكاء والفراسة الشيء الكثير، داعيا إلى الله بالحكمة واللين والرفق، عالما ورعا، زاهدا مخلصا، صابرا محتسبا في دعوته إلى الله - تعالى -، وكان - رحمه الله - سلفي العقيدة: عقيدة أهل السنة والجماعة، أما الفروع فلا يتقيد فيها بمذهب من المذاهب الأربعة فقد كان مذهبه مذهب السلف الصالح، إذا صح الحديث فهو مذهبه، وكان يقوم الليل مع كثرة متاعبه طيلة النهار بالتدريس، وجزء من الليل، وكان ينام أحياناً على الحصير بالمسجد، وكان يحب المساكين ويكرمهم، وكان يعطف على الأرامل والأيتام ويواسيهم، وكان يحب طلبة العلم حبا لله، وفي الله، وقد لقي من المتاعب والمكائد والحسد ما الله به عليم، لكنه - رحمه الله - قابله بالصبر والاحتساب. وفي مواصلته الحديث عن الشيخ القرعاوي، حسب معرفته الشخصية يقول: وفي الأعوام الأخيرة قام ببناء المساجد في جهات متعددة من جوامع وغيرها كثير، لا أستطيع حصرها، ولقد حفر آبارا كثيرة للشرب، وقد بذل جهدا كبيرا بالشفاعة عند الحكومة لتوظيف بعض الطلبة، ومشايخ القبائل، فاجتمعت في هذه المنطقة بفضل الله ثم بأسبابه نعمة الدين والدنيا معا، وكان محسنا كبيرا كريما، ويحب أهل الكرم، وقد أوصى بثلث ماله عند موته في المشاريع الخيرية، في بناء المساجد، وحفر الآبار، وغيرها من أعمال الخير، والحمد لله قد نفذ من الثلث الشيء الكثير، وذلك من حسن نيته - رحمه الله - وحسن تدبير وصيه ولده الأكبر الشيخ محمد - حفظه الله -، وكثر أمثاله من الأولاد الأبرار الأتقياء.

رحلاته في طلب العلم:
كابد الشيخ القرعاوي مشاغل الحياة، جريا وراء لقمة العيش، ولم يتفرغ لطلب العلم إلا على كبر، فكان من القلة الذين جعل الله في علمهم بركة، وفي إخلاصهم وصدقهم مع الله نتيجة، وذلك بتفتح السبل، وتذليل الصعاب، وسرعة النتائج، حيث دأب - رحمه الله - على الإخلاص والنصح والدعوة، منذ كان شابا في عنيزة، ومع تلاميذه في أول مدرسة افتتح في مسقط رأسه للتعليم: قراءة وكتابة، يقول عن نفسه: أني لما رجعت من الهند في 22 رمضان سنة 1357 هـ، وقدمت الرياض، أقمت عند شيخي الفاضل العلامة: محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ، أقرأ عليه للمرة الثالثة، وأما الرابعة فكنت مستمعا، وأما الخامسة فلم أجده لأنه كان بمكة يومئذ، وقد ذهبت إلى الأحساء عند فضيلة الشيخ عبد العزيز بن بشر، وإلى قطر عند فضيلة الشيخ محمد بن مانع، فقرأت عليهما كليهما في الحديث.
وأخذ عن الشيخ عبد الله بن محمد آل مانع، كما رحل إلى بريدة فلتقاه عن الشيخ عبد الله بن سليم، وعمر بن سليم أيضاً، وترك التجارة وانصرف إلى طلب العلم، فرحل إلى الهند للتزود من العلم، وذلك عام 1334 هـ، والتحق بالمدرسة الرحمانية بدلهي، وتلقى علم الحديث عن علماء السنة في الهند، فلما جاءه خبر مرض والدته بعد سنة من وصوله، عاد إلى عنيزة ولكن توفيت قبل وصوله، ثم جد في طلب العلم، وصار يقوم برحلات إلى العلماء الكبار في أوطانهم وأمكنة عملهم، وفي خلالها يعود إلى بلده عنيزة، ثم عاد إلى الهند لإكمال دراسته، فتلقى علم الحديث عن الشيخ عبد الله بن أمير القرشي الدهلوي، وأجازه إجازة مطولة في كتب الحديث في رحلته الأخيرة عام 1355 هـ، ثم عاد عام 1357 هـ، وقد سافرا أيضاً للعلم إلى مصر، وفلسطين، ثم إلى الشام " سوريا "، ثم إلى الأردن، وأخيراً إلى العراق والكويت، ثم رجع إلى بلاده.

إنتقاله لمنطقة جنوب السعودية:
لازم سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله - مفتي الديار السعودية سابقاً فترة، وحج معه، وبعد أداء المناسك، طلب الملك عبد العزيز - رحمه الله - من سماحته أن يوجه إلى الجنوب مرشدا ومعلما، لأمور الدين، فوجه الشيخ عبدالله القرعاوي إليه ووصاه بالإخلاص في دعوته، وبتقوى الله في السر والعلن، وقيل أنه هو الذي طلب من الشيخ ذلك، وندعه يتحدث عن ذلك فيقول: وفي اليوم العشرين من صفر توجهت لجازان، وأخذت منه بضاعة، وتوجهت لسامطة، ثم تجولت بجهات سامطة، ونزلت دكانا في نفس سامطة، ووضعت فيه البضاعة التي معي، وأول أمر بدأت به وأنا في الدكان تعليم القرآن الكريم، وثلاثة الأصول، والأربعين النووية، والتجويد والفرائض وآداب المشي إلى الصلاة، كان ذلك في 21 ربيع الأول عام 1358هـ فكان هذا الدكان أول مدرسة فتحتها في تهامة اليمن، وفي آخر جمادى الأولى من هذه السنة، توجهت إلى فرسان، وفتحت فيه مدرسة، ومنه توجهت إلى مزهر قرية الحكميين " الحكامية " ففتحت فيها مدرسة، في أول رجب وأصلحت مسجدها، وهو أول مسجد أصلحت بتهامة وفي غرة شعبان توجهت إلى سامطة، ففتحت المدرسة بها ثانيا، في بيت ناصر خلوفه؛ لأنه لا يستطيع المشي وهو من خيار الطلبة وأكبرهم، فأردت أن لا يتكلف، وفيها استقريت حتى الآن.

علاقة الحكومة بمدارس الشيخ القرعاوي:
رغم ما كابده الشيخ القرعاوي - رحمه الله - من مشكلات سببها نفثات الحاسدين، وتلبيس المغرضين، فإن الحكومة وفقها الله أرسلت لجانا عديدة للوقوف على الحقيقة، فكتبت تقارير تنبئ عن إعجابها بالمدارس وتدعو لتشجيعها ومساندة الشيخ القرعاوي في عمله لصدقه وإخلاصه وسلامة مقصده، فكان لذلك أثر حسن لدى المسئولين في الدولة.. فالملك عبد العزيز - رحمه الله - ارتاح لعمل القرعاوي وأمر له بمكافأة تعينه على مسيرة العمل عام 1367 هـ. والملك سعود - رحمه الله - ولي العهد يومئذ في عام 1363هـ تفضل ببعث إعانة كبيرة للشيخ جعلها عادة سنوية وأوصى به أمراء الجهات وقضاتها. والأمير خالد السديري في عام 1362هـ وقبل أن ينتقل من إمارة جازان قد توسط عند الحكومة بطلب إعانة للطلبة، فجاء الأمر بصرف ثلاثمائة ريال 300 شهريا. فكانت تصرف من مالية "سامطة " لثلاثين طالبا. كما تبرع الأمير خالد بقيمة الدفاتر والأدوات المدرسية على حسابه، والأمير محمد بن أحمد السديري لما جاء لجازان عام 1364هـ سلك مسلك أخيه خالد بالمساعدة والتأكيد على القضاة وأمراء المقاطعة بمساعدة الشيخ القرعاوي.
ثم فيما بعد عين الشيخ عبد الله القرعاوي معتمدا للمعارف بمنطقة جازان 1373 هـ ولكنه استقال في نفس السنة، واستمر في مدارسه.
وهكذا استمرت رعاية الحكومة لمدارس القرعاوي، التي شملت منطقة كبيرة من البلاد، حيث أمر الملك سعود - رحمه الله - بأن يكون لها ميزانية مستقلة عام 1374هـ، وأن يسند إشرافها إلى سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - لكنه اعتذر بمشاغله الكثيرة، فقال الملك سعود - رحمه الله -، عند زيارته لأبها في مجلس عام: " مدارس القرعاوي أنا المشرف عليها ".
وقد اتخذ القرعاوي لها مقرا في مكة، لتكون الإدارة قريبة من وزارة المالية والجهات الحكومية ذات العلاقة، حيث كلفت وزارة المالية ممثلا ماليا ينظم صرفها على الطلاب والمدرسين والموظفين.
وفي عام 1371هـ أمر ولي العهد- رحمه الله - بصرف تكاليف بناء المدرسة والجامع القديم بسامطة، على مالية جازان، ويروي تبعية المدارس وأمر الملك سعود بشأنها ومقابلته مع الشيخ القرعاوي.. كما كانت وزارة المعارف بتوجيه أول وزير لها عام 1373 هـ سمو الأمير فهد - آنذاك - تولي مدارس القرعاوي عناية خاصة بالاهتمام والمتابعة وتحديد المستوى.
وقد بلغت ميزانية المدارس التي أمرت بها الحكومة لمدارس القرعاوي ذلك الوقت خمسة ملايين من الريالات.
نظرا لأن أعمال الشيخ القرعاوي توسعت، وجهوده تواصلت في منطقة كبيرة وواسعة من بلادنا الغالية، كما امتد أثرها في اليمن حيث أسس طلابه اليمنيون مدارس في قراهم بجهودهم الذاتية كما عمل شيخهم.

حصيلة الجهد الدعوي:
ويمكن إجمال المدارس التي فتحها الشيخ القرعاوي في أنحاء المملكة وفقا للإحصائيات الواردة في الكتابات عن حياة الشيخ القرعاوي وأعماله في المنطقة.. كما يلي:
1 - يقول الشيخ موسى السهلي في كتابه عن القرعاوي، ودعوته في جنوب المملكة: وقد بلغ عدد المدارس حسب علمي- في أوج توسع العمل فيها، وحسبما ذكره سماحة شيخنا: ألف وثلاثمائة وعشر مدارس.
2 - أما الشيخ علي بن قاسم الفيفي في كتابه: السمط الحاوي لأسلوب القرعاوي، في نشر التعليم في جنوب المملكة، فقد أورد رأيين:
الأول: نسبه إلى الشيخ أحمد بن يحيى النجمي: بأن المدارس بلغت في عام 1376هـ مائتان وألف مدرسة " 1200 " بها نحو مائة ألف طالب، وكان يكافئ الطالب المبتدئ بريالين وخاتم القرآن بعشرة ريالات شهريا.
الثاني: نسبه إلى الشيخ إبراهيم بن عبد الله زكري، وهو من معاوني الشيخ المقربين إليه، حيث أخبره أنه بلغ عدد المدارس في أوج ازدهارها في عام 75 \ 1376هـ ثمانمائة وألفي مدرسة(2800) ولكنه انخفض العدد بعد ذلك. ثم أردف قائلا: وفي رسالة بعث بها إلي الشيخ بتاريخ 16 \ 7 \ 1375هـ ذكر فيها أنه رتب في أبها والقنفذه والطائف وتوابعها تسعمائة مدرسة.
3 - والشيخ عمر أحمد جردي يرى أن المدارس في عام 1376هـ، وهو أول عام فتحت فيه المدارس في نجران بأمر من الملك سعود، قد بلغت ألفين ومائتي مدرسة، فيها خمسون ألف طالب، وفيها خمسة عشر ألف طالبة. بثلاثة آلاف مدرس ومدرسة.
4 - وفي موطن آخر ينقل عن الشيخ القرعاوي بأن اللجنة التي جاءت عام 1376هـ لتفقد المدارس، لم يقف أعضاؤها في تجوالهم، إلا على ألف وخمسمائة مدرسة، وبقي منها سبعمائة وخمسون مدرسة لم يتجولوا عليها ولم يشاهدوها، حيث سافروا من سامطة يوم 17 \ 8 \ 1376هـ، والمدارس التي لم يتجولوا فيها، أوضح تفاصيلها الشيخ القرعاوي.
وفي إيراد ذلك بيان عن المناطق التي شملها نشاط الشيخ القرعاوي في تعليمه ودعوته- رحمه الله - وهي:
1 - جازان 220 مدرسة غالبها في الجبال.
2 - منطقة عسير وتهامة 200 مدرسة.
3 - منطقة القنفذه 140 مدرسة.
4 - منطقة تهامة غامد وزهران 95 مدرسة.
5 - منطقة الليث 50 مدرسة.
6 - مدينة جدة 30 مدرسة غالبها ليليات.
7 - مكة المكرمة 10 مدارس.
8 - جهة القصيم عنيزة وبريدة 25 مدرسة غالبها نسائية.
فأصبح مجموع المدارس 770 مدرسة ومجموع التلاميذ للأولاد والبنات 75000 طالب وطالبة؛ منهم عشرة آلاف تلميذ وتلميذة بالمدارس العلمية.
5 - أما في اليمن فإن تلاميذه حرصوا على نشر العلم في بلادهم، وكان أولها في عام 1373 هـ عشرين مدرسة بمدينة حرض وما حولها، وبلغت في أنحاء اليمن عام 1375 هـ 86 ستا وثمانين مدرسة، منها خمس مدارس للبنات.
ومن هذا العرض الموجز، ندرك أن الشيخ عبد الله القرعاوي يعتبر رائد التعليم والدعوة في جازان وما حولها في مناطق الجنوب، ويعترف كثير من طلبة العلم هناك بفضله وأعماله، وإيقاظه للمنطقة، وانتشال أهلها من براثن الجهل، ومهاوي البدع والمنكرات.
كما يعتبر - رحمه الله -، رائدا في تعليم المرأة هناك، ورائدا في توفير المكتبات، والترغيب في المطالعة والتأليف، ورائدا في توفير السكن الداخلي للطلاب الغربـاء، ليدخر جهـدهم للعلم، حيث أخذ الفـكرة من مدارس الهند التي تعلم فيهـا، أو زارها كالمدرسة الرحمانيـة بدلهي.
وهو نموذج للتواضع، فريد في البذل والحرص والمتابعة، مع الحلم، حيث احتذى بعض طلابه منهجه، وهان عليهم السفر لأي مكان في سـبيل العلم: أخذا وعطاء، وتحملا من أجله. كما يعتبر أستاذ جيل، وداعية مجددا بالرفق واللين والحكمة والصبر، وهذه سـمات العلماء وأخلاقهم، في حبهم للخير والمساعدة، وفي حرصهم على الدعوة إلى الله - سبحانه -، واهتمامهم بتعليم الناس أمور دينهم.
أمضى الشيخ القرعاوي واحدا وثلاثين عاما في منطقة الجنوب، كلها حركة دائبة: في التعليم والدعوة.
ترك خلالها آثارا جليلة، حيث أيقظ الله به خلقا كثيرا من نومة الجهل، وغمامة الأهواء، فالمنطقة كانت تغط في سبات عميق، وتتخبط في ظلمات داكنة من الشرك والبدع، وبعض أبنائها إن لم يكن جلهم يتعلقون بأصحاب القبور والسحرة، وما يتبع هذا من المعاصي والآثام.
وقد عانى الشيخ في هذا السبيل ما الله به عليم، فصبر وصابر، وهذب نفوس وطباع من حوله، من طلاب وجلساء، حتى برزت الثمار، وظهرت النتائج في الغرس: طلابا نجباء، ومدرسين وقضاة، ودعاة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وغير هذا من ثمار يانعة يلمس أثرها في ذلك اليوم وحتى الآن.

وفــاته - رحمه الله -:
في اليوم السابع والعشرين من شهر صفر عام 1389 هـ مرض الشيخ القرعاوي وهو في منطقة جازان الموافق ليوم الخميس، وقد نقل على أثره للرياض، وأدخل المستشفى المركزي بالشميسي، فعلم به العلماء وطلاب العلم بالرياض، وبعض المسئولين، وجاءوا لزيارته والدعاء له بالشفاء.
وقد وافاه الأجل المحتوم في يوم الثلاثاء الثامن من شهر جمادى الأولى عام 1389 هـ عن عمر يناهز الرابعة والسبعين عاما، وقد صلي عليه في مغرب ذلك اليوم بالجامع الكبير بالرياض، ودفن بمقبرة العود بالرياض قبل وفاة الشيخ محمد بن إبراهيم بحوالي خمسة أشهر، وقد رثاه بعض تلاميذه بقصائد وكلمات.
وفي مرض موته أوصى بثلث تركته في وجوه الخير والبر.
ويرى الشيخ محمد القاضي أنه في عام 1386 هـ فقد الشيخ القرعاوي بصره، وضعفت قواه، وأرهقته الشيخوخة فطلب الإحالة على التقاعد المعاشي، وعاد إلى الرياض عام 1387 هـ ومعه عائلته وجعل يرتاد عنيزة، والحجاز للحج والعمرة إلى وفاته.

* منقول بتصرف واختصار، وإعادة ترتيب، من بحث الدكتور: محمد بن سعد الشويعر، لبحثه: الشيخ عبد الله بن محمد القرعاوي مجدد الدعوة في الجنوب.


الحلم
الحلم
Admin
Admin

رقم عضويه : 2
عدد المساهمات : 387
تاريخ التسجيل : 22/07/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قلم رد: الشيخ عبد الله بن محمد القرعاوي مجدد الدعوة في الجنوب.

مُساهمة من طرف نوفا الجمعة أبريل 15, 2011 1:32 am

يعطيك العافيه
نوفا
نوفا
نائب المديرالعام
نائب  المديرالعام

رقم عضويه : 6
عدد المساهمات : 538
تاريخ التسجيل : 08/04/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى